Friday, 7 January 2011

صور لرسائل الرسول (ص) الى ملوك العالم يدعيهم لاعتناق الاسلام دون حرب

نه قد أثبتت رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم للملوك مدى حكمته قبل بدء أى معركة وأنه كان يحذر ملوك الدول قبل أى غزوة ليدخلوا الإسلام دون حروب أو إراقة دماء :-



وهذه رسالة الرسول إلى ملك البحرين :-



وهناك رسالة أخري ونص هذه الرسالة :-

من / محمد رسول الإسلام إلى / النجاشى ملك الحبشة : سلام عليك إنى أحمد الله إليك الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن / عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى / مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بــ / عيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحى والسلام على من اتبع الهدى .

وبعد أن تم صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قرير العين بما فتح الله إليه، فعندئذٍ كتب إلى الملوك من العرب والعجم ورؤساء القبائل والأساقفة والمرازبة وغيرهم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام، وقد ذكر محمد طاهر الكردي في كتابه تاريخ الخط العربي بأن الصحابي عبدالله بن الأرقم الزهري كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرسائل للملوك وغيرهم .

ومن هنا سأعرض عليكم أيها الأحبة رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وصوراً منها وقصتها عبر التاريخ، وسيكون أول موضوعنا عن رسالته صلى الله عليه وسلم الذي أرسله إلى هرقل عظيم الروم .

رسالته صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم :-

قدم / دحية بن خليفة على / هرقل عظيم الروم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم ويؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون . وهذه صورة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، بخط أحد الصحابة رضوان الله عليهم :-



إلى / هرقل عظيم الروم كتابه وقرأه، أخذه فجعله بين فخذيه وخاصرته، ثم أمر / هرقل ببطارقة الروم؛ فجمعوا له في دسكرة، وأمر بها فأشرجت أبوابها عليهم؛ ثم اطلع عليهم من علية له؛ وخافهم على نفسه، وقال : يا معشر الروم؛ إنني قد جمعتكم لخير؛ إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا؛ فهلموا فلنتبعه ونصدقه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا . قال : فنخروا نخرة رجل واحد؛ ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت، فقال : كروهم علي - وخافهم على نفسه - فقال : يا معشر الروم؛ إني قد قلت لكم المقالة التي قلت لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي قد حدث؛ وقد رأيت منكم الذي أسر به؛ فوقعوا له سجداً؛ وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم؛ فانطلقوا . ثم قال / هرقل لــ / دحية بن خليفة حين قدم عليه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك والله إني لأعلم أن صاحبك نبيٌ مرسل؛ وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا؛ ولكني أخاف الروم على نفسي؛ ولولا ذلك لأتبعته؛ فاذهب إلى / صغاطر الأسقف فاذكر لهم أمر صاحبكم؛ فهو والله أعظم في الروم منى، وأجوز قولا عندهم منى؛ فانظر ما يقول لك .

قال : فجاءه / دحية؛ فأخبره بما جاء به من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى / هرقل، وبما يدعوه إليه، فقال / صغاطر : صاحبك والله نبي مرسل؛ نعرفه بصفته، ونجده في كتبنا باسمه، ثم دخل فألقى ثياباً كانت عليه سوداً، ولبس ثيابا بيضا، ثم أخذ عصاه؛ فخرج على الروم وهم في الكنيسة، فقال : يا معشر الروم؛ إنه قد جاءنا كتابٌ من / أحمد؛ يدعونا فيه إلى الله عز وجل؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد عبده ورسوله .

قال : فوثبوا عليه وثبة رجل واحد، فضربوه حتى قتلوه. فلما رجع / دحية إلى / هرقل فأخبره الخبر قال : قد قلت لك : إنا نخافهم على أنفسنا؛ فــ / صغاطر - والله - كان أعظم عندهم وأجوز قولاً مني .
وذكر / اليعقوبي في كتابه ” أن هرقل كتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الرسالة : إلى / أحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بشر به / عيسى من / قيصر ملك الروم : أنه جاءني كتابك مع رسولك وإني أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك / عيسى بن مريم وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا، ولو أطاعوني لكان خيراً لهم، ولوددت أني عندك فأخدمك واغسل قدميك . فقال رسول الله : يبقى ملكهم ما بقي كتابي عندهم “.

وقد ظلت هذه الرسالة متوارثة في أسرة / هرقل، وكان منهم حكام في الأندلس ثم انقطعت أخبارها بعد ذلك، حتى وُجدت بحوزة أميرة عربية كانت تقيم في لندن، وما إن علم الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بأمر الرسالة ( الوثيقة ) حتى أوفد مستشاره إلى زيوريخ حيث كانت مودعة في خزانة خاصة بأحد البنوك، ثم جرى نقلها بحضور الأميرة إلى خزينة أخرى بأحد بنوك لندن، حيث دُرست هناك وتبين أنه عمرها يزيد على الألف وثلثمائة سنة، وأن الوثيقة صحيحة، أو على الأقل نسخة من الأصل، فقد وجدتُ معلومة أخرى تبين أن الملك / حسين بن طلال عام 1977م أعلن فيه لشعبه أن أثر من أعز أثار تاريخنا العربي الإسلامي وهو أصل الرسالة التي وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى / هرقل عظيم الروم، وأن جلالته وبمناسبة اليوبيل الفضي لتتويجه يتقدم بإهدائه إلى شعبه الأردني، وأرتأى بأن تحفظ في مسجد الهاشمية والله أعلم .

رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى / كسرى الفرس :-



رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى / النجاشي في الحبشة :-





يقول الدكتور / حامد عبد الرحيم مدير المركز التراثي العلمي بجامعة القاهرة : لقد استطعنا خلال عامين من بدء نشاطنا وعملنا البحثي والتراثي العلمي بهذا المركز أن نحصل من متحف توب قابو سراي باسطنبول بتركيا، على أربع رسائل خطية للنبي صلى الله عليه وسلم، كان قد أرسلها إلى ملوك وأمراء العالم القديم، ويتم الكشف عنها لأول مرة في التاريخ، وهي جميعها مختومة بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الرسائل مكتوبة على الرق المصنوع من جلود صغار العجول والحملان والغزلان والجداء، حيث كانت هذه الحيوانات متوافرة إلى حد كبير في شبة الجزيرة العربية، وعليها يعتمد في استخلاص جلودها لاستخدامها في الرق المصنوع بغرض الكتابة .

من أشهر الرسائل وعند مطالعة هذه الرسائل نكتشف أن من أشهر الرسائل التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم، رسالته إلى قيصر الروم وهو / هرقل الذي حكم بين سنتي 610 - 741 ميلادية، ويقول فيها :-



وكذلك رسالته إلى / كسرى ملك الفرس الذي حكم ما بين 590 - 628 ميلادية، وكانت هذه الرسالة محفوظة في خزانة هنري فرعون في بيروت ونصها :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الله رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإنما عليك إثم المجوس .

رسالة / النجاشي وكذلك كتب النبي صلى الله عليه وسلم رسالة إلى / النجاشي ملك الحبشة وهو / أصحمه وكانت الرسالة التي أرسلت إليه محفوظة في الجمعية الجغرافية البريطانية ونصها :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلى / النجاشي عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أحمد الله إليك، الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بــ / عيسى من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله، وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى . عرب وعجم وكان من بين الأمراء والملوك الذين أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم رسائله أيضا / الحارث بن أبي الغساني، ملك نجوم الشام، وهو من أمراء غسان في أطراف الشام، وكان قد أرسلها إليه النبي صلى الله عليه وسلم مع / شجاع بن وهب، وأرسل رسالة أخرى أيضا إلى / الحارث بن عبد كلال بن غريب، يشرح بن مدان بن ذي رعين، والمتأمل لنصوص هذه الرسائل جميعها يلاحظ مدى حرص وعناية الرسول صلى الله عليه وسلم على توصيل دعوة الحق ونشر الرسالة في شتى البلدان المجاورة من عرب وعجم، وذلك عملا بقول الله تعالى : فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الكريمة التي أشارت إلى تبليغ رسالة الإسلام إلى الناس كافة .

المقوقس ففي الرسالة الثالثة التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم إلى / المقوقس عظيم القبط في مصر وهو / جريح بن مينا ولقب / المقوقس يعني المطول للبناء، وكان يطلق في الأصل على حاكم الإسكندرية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في نص الرسالة :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى / المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، وأما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، اسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم القبط ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخد بعضنا أربابا من دون الله، فإن تولوا، فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون .



ملك البحرين ويذكر أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد وجه عدة رسائل أخرى إلى عدد من الملوك والأمراء الذين حكموا دولا أخرى مجاورة للجزيرة العربية، كان من بينها رسالته صلى الله عليه وسلم إلى / جيفر و / عبد بن الجلندي ملك عمان وهما اللذان أسلما لما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم من الرسائل، وكذلك رسالته صلى الله عليه وسلم إلى / ثمامة بن أثال و / هوذة بن علي الحنيفين ملكي اليمامة وهما اللذان أسلما أيضا نتيجة هذه الرسائل، وهذه رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي / جيفر و / عبد بني أبي الجلند :-



ختم أشرف الخلق صلي الله عليه وسلم :-



أما الرسالة الرابعة التي تم الحصول عليها فقد كانت موجهة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى / المنذر بن ساوي ملك البحرين، وذلك قبل فتح مكة، وأرسلت مع / العلاء الحضرمي يدعوه فيها إلى الإسلام، وقد كان وأسلم، ونصها :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلى / المنذر بن ساوي، سلام أنت، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني أذكرك الله عز وجل، من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم، الذي له ذمة الله، وذمة الرسول، فمن أحب ذلك من المجوس فإنه آمن ومن أبى فإن الجزية عليه .

موقعة وموثقة وعلى الرغم من الدلالة الواحدة للرسائل الأربع، إلا أن بعض الباحثين كان قد شكك في نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وشكك في وجود أية آثار مكتوبة ترجع إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ما إذا كانت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، صحيحة أم غير ذلك، فسار الاتجاه بعد البحث والدراسة إلى أنها سليمة، وتنسب إلى رسول الله بالفعل، خاصة مع توقيعها وتوثيقها من جانب النبي صلى الله عليه وسلم بخاتمه الشريف، ونلاحظ أنه صلى الله عليه وسلم حرص فيه في هذا الخاتم على كتابة اسم الله في الأول، ثم جاء من بعده لفظ الرسول وأخيرا لفظ / محمد، صلى الله عليه وسلم، تأدبا مع الله . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .