العلاج بالثوم
قلم د.محمد السقا عيد
الثوم:
استخدم الثوم كوقاية من أخطر الأمراض وأسرعها انتشاراً …ألا وهو مرض الكوليرا بعد أن تبين أن وباء الكوليرا عام 1776 لم يصب من تناولوا الثوم يومياً عشوائياً ثم أعلن العلم أخيراً أنه فعلاً مطهر عام خصوصاً للمعدة والأمعاء وأنه يقي من الأوبئة والأمراض المعدية.
ويدرس العلم حالياً علاقة الثوم بالوقاية من مرض السرطان بعد أن اتضح أنه يعيق نمو الخلايا السرطانية …ويقي الثوم إلى حد كبير من مرض شلل الأطفال.
ويفيد الثوم مرضي البول السكري بوقايتهم من مضاعفاته، وهذا يخفض من ضغط الدم ويقي ويعالج تصلب الشرايين إذ يمنع تكون الكولسترول على جدران الشرايين مما يسبب تصلبها …ويعالج الإسهال مهما كانت أسبابه وأنواعه.
ويستعمل ظاهرياً لتسكين الألم بوضع فصوص مهروسة على موضع الآلام الروماتيزمية أو الأسنان …كما يعالج عصيره مرض تقيح اللثة المزمنة.
والثوم يعالج السعال ويطرد البلغم …ويريح في أزمات الربو ويدر البول …ويخرج الغازات ومفيد للأعصاب والقوة الجنسية …وهو لكل هذه العلاجات يطلق عليه اسم (ترياق الفقراء) [19]
ويمكن معالجة رائحة الثوم بمضغ أعواد البقدونس بعد تناوله …ومعظم ما في الصيدليات من أدوية لعلاج الأمراض مستخدمة من الثوم أو يدخل فيها كعنصر أساسي …وهناك نوع من الكبسولات من الثوم وحده يوجد في الصيدليات ويطلق عليه اسم (To mex)تومكس.
الثوم يحارب مرض "السيدا " Sedaأو aids
مع أن الثوم ذو رائحة كريهة مؤذية لكن الله تعالى جعله دواء في بعض الحالات حيث يلعب دوراً هاماً في معركة التخلص من مرض نقص المناعة المكتسبة Seda .
أكد ذلك أحد الباحثين عند تجربته على سبعة أشخاص مرضي بالسيدا في مدينتي (جاكسونجيل ونيو أورليانز) فقد تحسنت حالتهم بعد تعاطي خلاصة الثوم.
تناولت الدراسة عشرة من المرضي سبعة منهم يحملون الفيروس لكن لم تظهر عليهم أعراض المرض كاملة. أما الثلاثة الباقون فقد كانوا في الطور الأخير ولم يفلح معهم العلاج، وتم إعطاء السبعة مستحضر خلاصة الثوم لمدة إثني عشر أسبوعاً بمعدل أربعة جرامات ونصف جرام يومياً خلال الأسابيع الأولى ثم عشرة جرامات خلال بقية المدة. وفى نهاية فترة الاختبار ظهرت على السبعة زيادة في نشاط الخلايا المناعية تتراوح ما بين خمسة أضعاف إلى أربعة عشر ضعفاً.
وقد ثبت بالتجربة أن الثوم النيئ أكثر فائدة من المطبوخ فهو يقتل بعض الفيروسات والفطريات والطفيليات [20].
وقد نشرت جريدة (العالم الإسلامي) السعودية في عددها الصادر رقم (1312) أنه مازالت الأبحاث العلمية تكشف يوماً بعد يوم فوائد جديدة للثوم …فقد ذكرت إحدى الدراسات التي قام بها العلماء في ألمانيا أنه تم إعطاء (20 شخصاً) المادة الفعالة في الثوم يومياً وذلك لمدة (6 أشهر) وثبت في نهاية المدة أن مستوى (الكوليسترول) في الدم لدى هؤلاء الأشخاص انخفض بنسبة (17%).
وأكد الفريق البحثي أن الثوم يقلل من خطر النوبات القلبية واكتشف العلماء أن الذين يتعاطون (زيت الثوم) قد وجدت في دمائهم نسبة عالية من مادة واقية من بعض الأزمات القلبية. كما أثبتت الدراسات التي أجريت على الثوم أنه يقلل من مستوى السكر في الدم ويزيد هرمون الأنسولين الأمر الذي يبشر بآمال جديدة لمرضي السكر.
خصائص طبية جديدة للثوم:
تنسب لنبات الثوم كما رأينا خصائص طبية كثيرة …والحق أن الكثير من العلاجات الوقائية الشفائية للثوم تبدو صحيحة بالتحقيق العلمي. فقد نسب الأقدمون للثوم أساطير خرافية في العلاج والشفاء كثيرة منها شفاؤه للزكام وتخفيضه لضغط الدم وتطهيره للمعدة والأمعاء ووقايته للجهاز التنفسي وتنشيطه للدورة الدموية ومنعه لتجلط الدم وتخفيض نسبة الكوليسترول والدهون في الدم وشفاؤه لكثير من الالتهابات.
وقد أضاف علماء معهد بن ستيت Penn State خاصيتين جديدتين إلى قائمة العلاجات الشفائية للثوم. فقد أعلنوا حديثاً أن الثوم يمنع النوبات القلبية (Heart attack)وسرطان الثدى (Cancer breast).
ويقول الدكتور (جون ميلز) رئيس شعبة الغذاء في ولاية (بن) للصحة: لقد أثبتت التجارب على الجرذان أن تناول 20 جم من الثوم (جرام واحد للجرز يعادل فصاً بالنسبة للإنسان) في اليوم يكبح جماح نمو المواد المسرطنة التي تسبب السرطان في جسم لإنسانCarcinogenic.
الخيـــار:
ينقى من السموم ولذلك فإنه يفيد مرضي البول السكري لما يحققه من وقاية من مضاعفاته.
ومن العادات الشائعة أن تُفرغ نصف خيارة من بذورها وتُملأ بالماء يسقى بها الرضيع أول شربة ماء …اعتقاداً من أنه بذلك لا يصاب بالعطش. ذلك أنه فعلاً يروى العطش ويطفئ الظمأ …وهو بديل الماء إذا تعذر وجوده. والخيار يعالج الاضطرابات العصبية ويدر البول
ويفتت الحصى.
وعصيره إذا مسح به الوجه في المساء وترك حتى الصباح أكسبه نضارة وحيوية …وهو يرطب …وينعم الجلد، وغسل الرأس بهذا العصير يقي من إصابته بالقمل ويمنع توالده فيه.
القرع:
ومنه الكوسة وهى أسهل الخضروات هضماً، لذلك تعطى لضعاف المعدة أو في دور النقاهة أو للأطفال …وهى مفيدة لمعالجة الحميات ومدَّرة للبول …مسكنة للأعصاب مولدة للبلغم.
وأكل القرع عموماً ينشط الذاكرة ويُقوى الذهن ويشفى الصداع …وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلمإذ قال: ( عليكم بالقرع فإنه يزيد في العقل والدماغ).
وذكره قرآن ربنا الحكيم في نصه المبين باسمه الصحيح وهو اليقطين في قوله تعالى: (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين )146 الصافات.
الكرنب:
تؤكل كل أوراقه على مختلف الحالات …إما طازجة أو مخللة أو مطهية وعلى شتى الأشكال …ملفوفة ومحشوة بالأرز أو مقطعة بالصلصة أو مسلوقة بالزيت والليمون، وفى كل حالاته فهو يقي من التهابات الأمعاء والمعدة إذ يقضى على الميكروبات الضارة فيها عن طريق النسبة العالية من الكبريت الموجودة به.
وهى تفضل المضادات الحيوية في قوتها …ولعدم وجود آثار جانبية لها فإنها طبيعية لا خوف منها، ولذلك فهي تعالج الإمساك وتقي منه …كما يعالج الكرنب الربو وعرق النسا وينقى الدم وينشط الجسم وهو أيضاً ينشط الكليتين ويدر البول ويسهل خروج البلغم ويهدئ نوبات السعال …مقو عام للجسم والذاكرة.
وقد وجد به فيتامين أطلقوا عليه اسم (يو) " U " وهو المعالج للتقرح أياً كان سببه ومكانه ودرجته، كما ثبت أن به مادة تفيد في علاج إدمان الخمر …وهكذا في كل أصناف الخضر وأنواعها نجد الوقاية والشفاء من العديد من الأمراض [21].
والكرنب بقلة زراعية تسمى (الملفوف) وهو اسم عربي لالتفاف أوراقه ويعرف بالتركية (كرنب) وفى مصر يسمى كذلك …من أصل يوناني Krombe""وقد عرف القدماء الكرنب فهو من أقدم الخضروات التي استخدموها في علاج كثير من الأمراض. فقد ثبت علمياً أن لأوراق الكرنب خواص امتصاص السوائل الضارة بالجسم والطفح بشتى أنواعه.
كما يفيد مرضي السكر لاحتوائه على كمية كبيرة من الأنسولين. وتحتوى المائة جرام من أوراق الكرنب على وحدة من فيتامين (أ) ونسبة من فيتامين (ك) (ج) [22]
العقم بين الأعشاب والدجالين
لا يزال الطب حتى الآن قاصراً على علاج معظم الحالات لصعوبة العلاج أو لعدم ظهور نتائج سريعة. ولعل ما يزيد الأمر تعقيداً هو أن دورة إنتاج الحيوانات المنوية في الرجل لا تقل عن 72 يوماً لذلك فإن أي علاج يعطى لرجل عقيم لا يمكن الحكم على نتائجه إلا بعد مرور فترة لا تقل عن ثلاثة شهور.
والإنسان بطبيعته عجول، فما بالك بإنسان يحس بالنقص لأنه عقيم!! لذلك أصبح المجال متسعاً لعدد كبير من العطارين ومدعى الطب والنصابين ……واستعملت آلاف بل ملايين الخلطات، والمنشطات حتى صار حصر أنواعها ليس بالأمر السهل أو الممكن. ولا يخلو دكان عطارة من مواد متعددة يمكن استعمالها لزيادة فرص الإنجاب وعلاج العقم.
وتذكرة (داود) الذي هو دستور العطارة وطب الأعشاب مليء بالوصفات التي تزيد من فحولة الرجل وقدرته على الإنجاب.
ولكن هل كل ما في العطارة والأعشاب فعلاً غير مفيد؟
فى سنه 1962م لاحظ قسم العقم بكلية طب الدمرداش وكان رئيسه في ذلك الحين –الدكتور عبد الحليم العقبى –لاحظ أن أحد المرضي كان يتردد على العيادة للعلاج من حالة عقم شديدة لا يزيد فيها عدد الحيوانات المنوية عن عدة آلاف في السنتيمتر المكعب(والطبيعي حوالي 60 مليون في السنتيمتر المكعب) ورغم العلاج المستمر لم تتحسن حالته ففقد الأمل في علاجه. واختفى ليعود فجأة وبعد ستة أشهر بتحسن واضح حيث وصل عدد الحيوانات المنوية إلى حوالي 10 ملايين في كل سم مكعب.
ولما استجوب اتضح أنه استعمل مادة لقاح النخيل وهى المسماة بطلح النخيل أو " الدنكار " بناء على وصفة أحد العطارين ولمدة ثلاثة شهور.
وبالأسلوب العلمي السليم تم تجميع كميات من هذه المادة وضعت في براشيم طبيعية واستعملت في عدة حالات فإذا بالنتيجة لا بأس بها في نسبة تصل إلى 60%.
والطب لا يخضع للخرافات فبعد تحليل هذه المادة ثبت أنها تحتوى على بعض الهرمونات التي تشبه الهرمونات الجنسية في الإنسان وبالتالي كان لها هذا الأثر.
والذي نستخلصه من هذه الحادثة الطبية هو أن إنكار وجود فائدة ما في العقاقير والأعشاب الطبية أمر غير سليم وعير منطقي ……وأن الحكم على هذه الأمور كلها مسبقاً أمر غير علمي لأن الأسلوب العلمي السليم يخضع كل شيء للتجربة حتى يثبت نجاحها أو فشلها.
ونحن لا نحب أن نسترسل في ما جاء على لسان سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام من فوائد بعض الأعشاب والنباتات والزهور لأننا إن أردنا ذلك لاحتجنا إلى العديد والعديد من الصفحات.
ويكفى أن نعلم أنه منذ قديم الزمن والبشرية تعرف الأعشاب وتعتبرها هدية مباركة من الله سبحانه وتعالى، لأن من فضله وكرمه أن جعل في الخضراوات سواء أكلت مطبوخة أو طازجة قوة تمد الإنسان بالمناعة الطبيعية ضد الأمراض، بل أن في الكثير ما يعيد الصحة إلى من فقدها أو تثبتها أو تزيدها.
ولذلك نلحظ أن أفضل علاج هو ما نأخذه من هذه الأعشاب والحبوب والخضراوات بمقادير معينة وأوقات متفاوتة وبطريقة منظمة لأنها بذلك تحافظ على نشاطاً وحيويتنا